بلغة أهل الرياضة إستطاعت القيادة العسكرية والمدنية أن تحرز أهدافاً نظيفة فى شباك مليشيا الدعم السريع المتمردة ودأعميها ، بعد أن لعبت تشكيلة السودان فى تناغم تام سيطرت فيه على مجريات المبارة منذ بدأيات الشوط الاول |، الاهداف الثلاث الرئيسية كانت نقطة تحول كبيرة رجحت كفة السودان ممثلاً في الجيش بقائده ، الدبلوماسية بربانها ، والاقتصاد بخبرائه .
الهدف الاول أحرزته القوات المسلحة الذى إستطاع قائدها أن يقراء الملعب جيداً ثم يضع الخطط التي نتج عنها إنتصارات كبيرة للجيش علي كافة المحاور ، فقد بدأت القوات المسلحة الحرب بحنكة استطاعت بها إمتصاص حماس لعيبة الفريق المهاجم وتحويل ترسانته الهجومية الإنتقامية الي هزائم متكررة ، فحيدت كابتن المليشيا المتمردة ( قائد التمرد ) الذي خرج مهزوماً ولم تستطع المليشيا استبداله بلاعب أخر لان الجيش دك كل قيادات المليشيا في ( كنبة ) الاحتياط ، فاصبح لاعبوا المليشيا يركضون في الملعب بلا هدف او خطة فاصبهم الإنهاك بينما ( لعيبة ) قادة القوات المسلحة يديرون مجريات المبارة بسياسة (النفس الطويل ) أو نظرية الحفر( بالابرة ) الشهيرة لتخلو لهم الساحة بعدما كانت المبادئة لمليشيا الدعم السريع بالهجوم و الاستماتة لاحرأز أي هدف ، فاصبح الجيش هو صاحب الكلمة العليا وصاحب المبادرة فتحولت خططه من الدفاع عن مرماه للهجوم المباغت الذى اربكا دفاعات الخصم .
- أما الهدف الثاني فقد أحرزه لاعبوا الدبلوماسية الذين إستطاعوا كذلك بكل براعة وإحترافية أن يقدموا للعالم أدلة تورط دولة الشر العربية فى دعم المليشيا وأن يجبروا العالم على سماع صوت السودان المليء بالحق وهو يدافع عن بلاده ومكتسباتها ، نتج عن هذا الحراك الدبلوماسي الكبير في المحافل الدولية خلق رأي عام مناؤي للمليشيا المتمردة وداعميها ، فكثرت التصريحات التي تدين المليشيا وأعمالها الإرهابية وعلت أصوات المطالبين بردع الإمارات وإدانتها لما تقدمه من دعم عسكرى كبير للمليشيا أسهم فى إطالة أمد الحرب وتضرر المواطنون ودمار البنية التحتية وتخريب الإقتصاد .
أما الهدف الثالث فهو بلا شك هو الاقتصاد الذي بدء يتعافى وتوج هذا التعافي بانطلاقة المؤتمر الاقتصادى الأول الذي عقد فى بورتسودان مطلع هذا الأسبوع ، قدم فيه المشاركون توصيات لم تدع شاردة أو واردة فى الشأن الاقتصادي السوداني إلا وقدموا فيها العشرات من الأوراق التي تقترح الحلول المناسبة لفترة الحرب وما بعدها فحوت الاوراق قضايا الإعمار وانعاش الاقتصاد . ولعل الناظر بعين المتأمل لمسيرة الاقتصاد السوداني رغم الدمار الكبير الذي حل بمؤسساته الاقتصادية أستطاع أن يتأقلم بسرعة مع ما فرضته الحرب من ضروريات فاستطاعت الآلة الاقتصادية أن تنهض مجدداً بعد استهدافها الممنهج من قبل المليشيا .
والعمل على أكثر محور كفلت به تسير دولاب الدولة فى حده المعقول الذي يضمن أن لا تنتكس موازنته .
- جملة الأهداف التي أحرزتها الحكومة ممثلة في محاورها الثلاث ماهي إلا نتاج طبيعي لحنكة القيادة وقدراتها الكبيرة على مواجهة التحديات وإمتصاص الصدمات .
- والكل أصبح يترقب اللحظات الأخيرة لنهاية المباراة المحتدمة ( النصر للقوات المسلحة ) حيث أكمل التحكيم المبارة دون منح المليشيا وقتاً إضافيا ولا ضربات ترجيحية ( مفاوضات) حتى تسترد المليشيا انفاسها .