مشاركة
23 دراسات منذ شهر صحيفة كرري

الإعلام العسكري في الميزان (1) التضليل الإعلامي لغرف مليشيا آل دقلو الإرهابية

بقلم : مقدم مهندس إبراهيم عبد الواحد محمد


بداية و قبل البدء في توصيف الوضع الراهن للإعلام العسكري وتفنيد جميع مكوناته كما أسلفنا، المشاهد منها والمقروء والمسموع، وذكر الإيجابيات لكل منها والسلبيات، ووضع مؤشرات قياس أداء تمكن المتابعين من التقييم الحقيقي لها، رأيت من المهم التطرق بدءًا في هذا المقال إلى التضليل الإعلامي الذي تقوم به الغرف الإعلامية لمليشيا آل دقلو الإرهابية، أسبابه ومن ثم وضع طرق وأدوات و استراتيجيات للتعامل معه والحد من تأثيره.

 

أسباب التضليل الإعلامي 

 

فيما يلي أهم أسباب التضليل الإعلامي خلال الحرب في السودان التي تعمل من أجلها الغرف الإعلامية لمليشيا آل دقلو الإرهابية :

 

١. خلق حالة من الفوضى :  تحاول المليشيا المتمردة نشر الأخبار الكاذبة لخلق حالة من الفوضى والارتباك بين الشعب بكل فئاته وبين قواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى.

  

٢. التأثير على المعنويات : تستهدف الأخبار المضللة خفض معنويات منسوبي القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى والشعب الداعم لها.

 

٣. كسب التأييد : تحاول المليشيا كسب دعم السكان المحليين والعالم الخارجي الإقليمي والدولي من خلال نشر معلومات مضللة تظهرها كطرف مظلوم أو مدافع عن حقوق معينة (الديمقراطية وحقوق المهمشين والعدالة... إلخ ) من الحقوق التي تدعي الدفاع عنها.

 

٤. إظهار القوة والسيطرة : تحاول المليشيا من خلال بث الأخبار المضللة إظهار سيطرتها وبسط نفوذها على رقعة واسعة من ولايات السودان والفرق والحاميات العسكرية بخلاف الوضع الحقيقي لأماكن سيطرتها .

 

٥. رفع الروح المعنوية لمنسوبيها : تحاول المليشيا مع كل هزيمة تتجرعها نشر عدد كبير من الفيديوهات التي يكون القصد منها الحفاظ على الروح المعنوية لمنسوبيها ومرتزقتها.

 

٦. التغطية على جرائم الحرب : تحاول المليشيا من خلال نشر الأخبار المضللة بمحاربتها للفلول ووجود مستنفرين وبمساعدة الداعمين لها التغطية على جرائم الحرب التي تقوم بها من اغتصابات وقتل للمدنيين وتطهير عرقي .

 

٧. أسباب أخرى .

 

طرق التعامل مع التضليل الإعلامي

 

لابد لمجابهة الخطر الماثل من التضليل الإعلامي تضافر جميع الجهود الوطنية مع القوات المسلحة، وهنالك العديد من الطرق الواقعية والناجعة التي يمكن تبنيها من قبل المؤسسات الوطنية والإعلام العسكري بجميع أنواعه للتعامل مع التضليل الإعلامي لغرف المليشيا والداعمين لها والتقليل من آثاره.

 

١. تعزيز القدرات الإعلامية العسكرية والوطنية من خلال : 

   أ - تحسين البنية التحتية الإعلامية : تحسين شبكة الاتصالات والإنترنت لضمان تدفق المعلومات الصحيحة والموثوقة.

  ب - تدريب الصحفيين المدنيين والعسكريين : توفير تدريب متخصص للصحفيين حول كيفية التحقق من الأخبار والتعامل مع المعلومات المضللة.

 

٢. تعاون الإعلام مع الجيش : 

  أ - مراكز إعلامية مشتركة : إنشاء مراكز إعلامية مشتركة بين الجيش والإعلام الوطني الرسمي والشعبي لتقديم تقارير محدثة وموثوقة عن الوضع الميداني.

  ب - تحديثات يومية : إصدار بيانات يومية أو حتى على رأس الساعة من الجيش لتوفير المعلومات الدقيقة عن التطورات العسكرية.

 

٣. استخدام التكنولوجيا الحديثة :

  أ - الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات : استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات ورصد الأخبار الكاذبة بسرعة.

  ب - تطبيقات الهواتف الذكية : تطوير تطبيقات تساعد المواطنين على التحقق من الأخبار والمعلومات بسهولة.

 

٤. التوعية المجتمعية : 

  أ - برامج توعوية : إنشاء برامج توعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة لتثقيف الجمهور حول كيفية التحقق من الأخبار والتمييز بين الأخبار الصحيحة والكاذبة.

  ب - مبادرات المدارس والمجتمعات: تنظيم ورش عمل في المدارس والمجتمعات المحلية لزيادة الوعي حول خطر الأخبار المضللة.

 

٥. التعاون الدولي :

  أ - التنسيق مع المنظمات الدولية : التعاون مع المنظمات الدولية المختصة في مكافحة التضليل الإعلامي مثل اليونسكو ومنظمات حقوق الإنسان.

  ب - مشاركة الخبرات والتقنيات : تبادل الخبرات والتقنيات مع دول أخرى واجهت ظروفًا مشابهة لتطبيق أفضل الممارسات.

 

٦. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال :

  أ - حسابات رسمية نشطة : تفعيل حسابات رسمية للجيش والحكومة على منصات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات بسرعة وتفنيد الأخبار الكاذبة.

  ب - الرد الفوري : تكوين فرق مختصة للرد الفوري على الأخبار الكاذبة والشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

٧. التشريعات والقوانين :

  أ - تفعيل القوانين : تفعيل وتنفيذ القوانين التي تحاسب على نشر الأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي.

  ب - إجراءات قانونية سريعة : اتخاذ إجراءات قانونية سريعة ضد الأفراد أو الجماعات التي تنشر الأخبار المضللة بشكل متعمد.

 

ختامًا :

 

أرى أنه من خلال تبني هذه الطرق والاستراتيجيات الواقعية، يمكن تحسين التعامل مع التضليل الإعلامي الذي تبذل فيه الغرف الإعلامية والجهات الداعمة للمليشيا كل وسعها للنيل من معنويات الشعب السوداني ودق إسفين بينه وبين قواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى ومن ثم العمل على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للشعب أثناء الحرب .