من خلال المقالين السابقين نخلص بأن مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة يلعب دوراً حيوياً في التواصل بين المؤسسة العسكرية والجمهور و لتحقيق هذا التواصل يجب مراعاة بعض الضوابط و الصفات عند اختيار الناطق الرسمي لضمان الكفاءة والمهنية و التي يمكن حصرها فيما يلي :
1. الخبرة العسكرية : يجب أن يكون لدى الناطق الرسمي خلفية عسكرية قوية ومعرفة شاملة بالعمليات والإجراءات العسكرية.
2. مهارات الاتصال و الكاريزما الشخصية : يجب أن يمتلك مهارات تواصل فعالة، بما في ذلك القدرة على التحدث بوضوح وثقة أمام الجمهور ووسائل الإعلام و التفاعل القوي لجذب المتلقي .
3. اللغة : القدرة على التحدث بلباقة واستخدام لغة دقيقة ومفهومة، بالإضافة إلى القدرة على التحدث بلغات أخرى إذا كان ذلك ضروريًا.
4. الاستعداد النفسي : يجب أن يكون الناطق الرسمي قادرًا على التعامل مع الضغوط العالية والمواقف الطارئة بثبات وهدوء.
5. التدريب الإعلامي : يجب أن يكون لديه تدريب في التعامل مع وسائل الإعلام وفهم كيفية صياغة الرسائل الإعلامية بشكل فعال.
6. الجدارة و الثقة : يجب أن يكون شخصية تحظى بثقة القيادة والجمهور، وأن يكون موثوقًا في تقديم المعلومات بدقة وشفافية.
7. القدرة على التحليل والتقييم : يجب أن يكون قادرًا على تحليل الأحداث والمواقف بسرعة وتقديم تقييمات موضوعية وواقعية.
8. التفويض والصلاحيات : يجب أن يكون لديه تفويض رسمي من القيادة العليا لتمثيل القوات المسلحة والتحدث نيابة عنها و بذلك بتحديد الإطار العام و ترك المجال و الحرية للتعامل مع المواقف حسب الطريقة المثلى .
9. الخصوصية و الكتمان : يجب أن يكون له القدرة للإلتزام بالحفاظ على سرية المعلومات الحساسة وعدم الإفصاح عن أي معلومات قد تضر بالأمن القومي .
10. العلاقات العامة : القدرة على خلق علاقات واسعة و مرنة مع الجهات الحكومية الأخرى والمنظمات ذات الصلة لضمان انسجام الرسائل الإعلامية.
بعد ذكر المعايير التي يتم بها اختيار المتحدث باسم مكتب الناطق الرسمي يجب أن لا نغفل بأن هنالك العديد من الضوابط و المبادئ العامة التي تحكم عمل مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة و التي يساعد الالتزام بها في بناء الثقة بين القوات المسلحة والجمهور ، ويساهم في تقديم صورة إيجابية وموثوقة عن المؤسسة العسكرية .
من المهم علينا كمتابعين بشكل عام و للمتخصصين بصورة خاصة أن نخضع أنفسنا لها كمعايير لقياس مدى التزام مكتب الناطق الرسمي بها ووضعها كمؤشرات أداء للقياس ليحق بعد ذلك لنا وصف و تقييم الدور الذي يقوم به مكتب الناطق الرسمي سلباً او أيجاباً دون الارتهان للعاطفة أو لما تقتضيه الأهواء مع أو ضد .
من هذه المعايير التي يجب على مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة الإلتزام بها :
١. الالتزام بالحقائق : قيام المكتب بتقديم معلومات دقيقة وصحيحة، وأن يتجنب نشر أي معلومات مضللة أو غير مؤكدة وذلك للحفاظ على الدرجة العالية من الموثوقية و المصداقية التي تتمتع بها القوات المسلحة خاصة و الإعلام الرسمي بشكل عام .
٢. السرية والأمن : أن يحترم المكتب قواعد السرية العسكرية والأمن القومي، وتجنب الكشف عن معلومات حساسة قد تضر بالعمليات العسكرية أو الأمن الوطني.
٣. التنسيق الداخلي : أن تقوم مكونات المكتب بالتنسيق العالي مع الجهات المعنية داخل القوات المسلحة و ضمان توحيد الرسالة والمعلومات المقدمة للجمهور.
٤. المهنية والحيادية : إلتزام المكتب بالمهنية في التعامل مع وسائل الإعلام والجمهور، و تجنب إبداء الآراء الشخصية أو الانحياز في تقديم المعلومات.
٥. التواصل الفعّال : أن يكون للمكتب القدرة على التواصل بفعالية مع وسائل الإعلام والجمهور ، واستخدام لغة واضحة ومفهومة ويمكن تحقيق ذلك عن الإجابة عن أسئلة يتم طرحها من الجمهور عبر قنوات يتم تحديدها لتلقي هذه الأسئلة .
٦. الاستعداد والاستجابة السريعة : استعداد المكتب بجميع مكوناته للتعامل مع الأحداث الطارئة والأزمات وخاصة في زمن الحرب بسرعة وكفاءة، وتقديم المعلومات في الوقت المناسب بالوسيلة المتاحة لايصال المعلومة .
٧. الشفافية : تقديم المعلومات بشفافية (قدر الإمكان) في التوقيت المناسب ، مع مراعاة حدود السرية الأمنية .
٨. التعاون مع الإعلام : الحفاظ على علاقات جيدة مع وسائل الإعلام، وتقديم الدعم اللازم لهم لتغطية الأخبار بشكل صحيح ومهني و عقد مؤتمرات صحفية للرد على الصحفيين ومراسلين القنوات المحلية و الإقليمية و العالمية متى ما كان ذلك ممكناً .
أخيراً يمكنك منح كل معيار من المعايير المذكورة أعلاه درجة تتراوح من 1 إلى 10 لتحديد التقييم الحقيقي لأداء مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة .
ختاماً :
في ختام سلسلة مقالات مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة من المهم أن نعي بأن مكتب الناطق الرسمي ليس مرتبط بشخصية بعينها و لا يقتصر أداؤه على المتحدث باسمه فقط ، بل بالأداء المتكامل لجميع مكونات ووظائف المكتب المختلفة .
و مما يجب معرفته و التذكير يه أيضاً أن الظهور المرئي ليس هو الوسيلة المناسبة دائماً أو الوحيدة للتواصل مع الجمهور و أن للمكتب الحق في أن يستخدم جميع الوسائل الاعلامية المختلفة المقروءة و المرئية و المسموعة بالإضافة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال المعلومة حسب أسبقية و أهمية المعلومة نفسها التي ينبغي تمليكها للرأي العام .
كما يمكن بين الفينة و الأخرى اختيار بعض الرتب الوسيطة كمساعدين للناطق الرسمي لتناول و قراءة بعض البيانات و المواضيع الأقل أهمية للابتعاد عن الإرهاق للمتحدث باسم مكتب الناطق الرسمي الأمر الذي يمكن أن يقلل من كفاءة أداء المكتب بصفة عامة .