مشاركة
40 دراسات منذ شهر صحيفة كرري

الاعلام العسكري في الميزان(6) استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (أ)

بقلم : مقدم مهندس إبراهيم عبد الواحد محمد

استخدام وسائل التواصل الإجتماعي في الحروب أصبح سمة بارزة في العصر الحديث حيث تستخدم هذه الوسائل لنشر الأخبار و الدعاية و توجيه الرأي العام و حتى التجسس و التنسيق بين القوات .

على المدى القريب كلنا يذكر الأثر الكبير و الدور الحاسم الذي لعبته هذه الوسائل في الثورات التي اجتاحت العديد من الدول العربية في العام 2011م . فقد استخدم الناشطون منصات مثل فيسبوك و تويتر (X) لتنظيم الإحتجاجات و نشر الأخبار و مقاطع الفيديو و جذب الإنتباه الدولي لقضاياهم .

و على الرغم من أن اغلب وسائل ومنصات القوات المسلحة في مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية تتبع بصورة أو بأخرى لمكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة إلا أني قد رأيت أن أخصص لها مساحة منفردة ليتم تناولها بصورة أوسع في ظل العصر الحديث و التسارع الرقمي  التي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الأدوات التي يمكن للإعلام العسكري الاستفادة منها بشكل فعال في السلم بصورة عامة و في الحروب بصورة خاصة و الآن في الحرب ضد مليشيا آل دقلو.

تقدم هذه الوسائل منصة قوية وسريعة لنشر المعلومات، كما تتمتع أيضاً بالنشر على نطاق واسع و تساهم بشكل كبير في مواجهة الدعاية المضادة، و تعزيز ثقافة الروح الوطنية.

دعونا الآن نتعرف بصورة شاملة على الكيفية التي تم استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال المتابعة لها في الحرب الدائرة الآن .

 

نشر المعلومات وتوثيق الأحداث

وسائل التواصل الإجتماعي اتاحت للإعلام العسكري نشر المعلومات بشكل فوري وتوثيق الأحداث بصورة حية وذلك من خلال منصات مثل فيسبوك، اكس، إنستغرام، تيك توك ، تليغرام و يوتيوب مما مكن القوات المسلحة السودانية من :

 

1. نقل الأخبار العاجلة : تقديم تقارير ميدانية لحظة بلحظة عن سير العمليات العسكرية والنجاحات الميدانية و هذه النقطة بالذات تم العمل بها جزئياً حيث يعاب في هذا الصدد التأخير في بعض الأحداث التي لها أهمية كبرى .

 

2. توثيق الانتصارات : عرض الصور ومقاطع الفيديو التي توثق انتصارات القوات المسلحة ضد مليشيا آل دقلو، مما يعزز من مصداقية المعلومات المقدمة . لكن تحتاج هذه النقطة لتوحيد الرسالة الإعلامية و توحيد الهوية البصرية للقوات النظامية المختلفة .

 

مواجهة الدعاية المضادة

 

مليشيا آل دقلو الارهابية كما ذكرنا في مقال سابق تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية المضادة والمعلومات المضللة. لذلك كان للقائمين على أمر صفحات و منصات التواصل الاجتماعي دور محوري في :

 

1. التفنيد الفوري : الرد على الأخبار الزائفة والشائعات بشكل سريع ودقيق، وتقديم الأدلة الموثوقة لدحضها .

 

2. نشر و كشف الحقائق : عرض الحقائق والتقارير الموثوقة و نشر الصور والفيديوهات الملتقطة من الميدان التي تظهر الوجه الحقيقي للمليشيا وأعمالها الإرهابية لتكون كأدلة قوية مما يزيد من الضغط الدولي .

تعزيز الروح المعنوية والوطنية

 

من المعلوم أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت بمعية الإعلام العسكري في تعزيز الروح المعنوية بين الجنود والمدنيين على حد سواء من خلال :

 

1. عرض قصص البطولات : نشر قصص وتجارب العسكريين و القوات النظامية الأخرى و المستنفرين الشجاعة والملهمة لتعزيز الافتخار الوطني ولعبت هنا المؤسسة التعاونية العسكرية دوراً ملهماً و هاماً في معاونة الإعلام العسكري لتعويض بعض النقص .

2. تقديم الدعم النفسي: توفير منصات تواصل مباشر بين القوات المسلحة والجمهور لتقديم الدعم النفسي والمعنوي .

 

التواصل مع الجمهور و المجتمع الدوليين

 

من اهم نقاط القوة في وسائل التواصل الاجتماعي توفير قناة مباشرة للتواصل مع الجمهور المحلي والدولي. مما مكن الإعلام العسكري من:

 

1. بناء جسور التواصل : استخدام المنصات لنشر رسائل الدعم والبيانات الرسمية التي تعزز من التواصل بين الجيش والمجتمع. وهنا رغم إتاحة الفرصة للتعليق للجمهور لكن يمكن تخصيص أرقام محددة للتواصل .

 

2. كسب التأييد الدولي : نشر المعلومات والحقائق التي تسلط الضوء على جهود القوات المسلحة السودانية في مكافحة الإرهاب، مما يسهم في كسب دعم المجتمع الدولي.

 

أيضاً من خلال متابعتي اللصيقة لما يتم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي عبر المنصات المختلفة نجد أن هنالك بعض القصور الذي يشوب أداء القائمين على أمر هذه المواقع  و المنصات مما يمنع الإستفادة القصوى  من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وذلك في النقاط الآتية :

 

استخدام الأدوات الرقمية المتقدمة

 

يمكن للإعلام العسكري  الاستفادة من الأدوات الرقمية المتقدمة المتاحة على منصات التواصل الاجتماعي مثل التحليلات البيانية والإعلانات الممولة. هذه الأدوات تساعد في :

1. الوصول إلى جمهور أوسع : تحديد الفئات المستهدفة ونشر المعلومات بشكل موجه.

2. قياس التأثير : استخدام التحليلات البيانية لقياس مدى تأثير الرسائل الإعلامية والتفاعل معها.

 

التدريب والتطوير المستمر

للاستفادة الفعالة من وسائل التواصل الاجتماعي، يجب على القائمين على أمر القوات المسلحة على وجه العموم  و  الإعلام العسكري خاصة الاهتمام بالاتي :

1. تقديم التدريب المتخصص : تدريب العاملين في الإعلام العسكري على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية .

2. تحديث المعرفة : متابعة التطورات التكنولوجية في مجال الإعلام الرقمي لضمان مواكبة أحدث التقنيات والأساليب .

 

ختاماً :

 

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمثل خطوة إستراتيجية هامة للإعلام العسكري في كل الأوقات و خاصة في الحرب ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية. وذلك من خلال نشر المعلومات وتوثيق الأحداث، مواجهة الدعاية المضادة، تعزيز الروح المعنوية، والتواصل مع الجمهور المحلي والدولي، كما يمكن تمكين الإعلام العسكري من أن يلعب دورًا حاسمًا في دعم القوات المسلحة وتحقيق أهدافها بالتدريب المستمر واستخدام الأدوات الرقمية المتقدمة، ومن الضرورة بمكان أن نستيقن بأنه يمكن للإعلام العسكري تعزيز فعاليته في ساحة المعركة الإعلامية بشكل كبير بالاهتمام و تقوية النقاط التي يشوبها بعض القصور في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي .

هنا يجب أن أذكر من أهمية أن يتم الإنتباه إلى أنَّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإعلام العسكري يتطلب ذكاءً وحذرًا ، حيث يمكن أن تكون أداة قوية لتحقيق الأهداف، ولكنها تتطلب أيضًا التحقق من المعلومات لتجنب الوقوع في فخ الدعاية والأخبار الزائفة الذي يقود إلى فقد الثقة لدى المتلقين.