مشاركة
14 دراسات منذ شهر صحيفة كرري

الاعلام العسكري في الميزان(8) صحيفة القوات المسلحة

بقلم : مقدم مهندس إبراهيم عبد الواحد محمد

على المدى البعيد وطوال مسيرة القوات المسلحة الحافلة بالعديد من الأحداث، ظلت صحيفة القوات المسلحة تلعب دورًا هامًا فيما تقدمه إدارة التوجيه المعنوي ممثلة في الإعلام العسكري الذي يضم بالإضافة إلى الصحيفة، الإذاعة والتلفزيون.

وفي إطار التواجد الإعلامي في ظل الحرب المستعرة ما بين القوات المسلحة ومليشيا آل دقلو الإرهابية، يحمد للصحيفة قيامها بلعب الدور المهم في تغطية الأحداث ومحاولة توجيه الرأي العام، وذلك عبر مواصلة صدورها ورقيًا حتى ولو بأعداد رمزية، رغم الأضرار الناجمة عن هذه الحرب من تدمير للسيرفرات الخاصة بها، ومن ثم التحول إلى الإصدار بصيغة PDF مستفيدة من المنصات والصفحات الرسمية للقوات المسلحة.

يتطلب نجاح الصحيفة وظهورها بالشكل اللائق من قبل القائمين على الأمر توفير التدريب المستمر والكفاءات المهنية المتخصصة، المناط بها الوصول بالصحيفة إلى شاطئ التأثير المرجو والمأمول.

ونحن هنا لسنا بصدد التغاضي عن ذكر بعض السلبيات التي صاحبت الصحيفة شكلاً وموضوعًا، حيث كان الحرص على التواجد سببًا في ظهور هذه السلبيات. ولكن كما ظللنا في كل ما سبق، يجب أن نخضع تقييمنا لأداء الصحيفة لمعايير محددة قد نختلف في بعضها ولكن يقيني أننا سنتفق في مجملها. لكن علينا قبل ذلك النظر في عدة جوانب أراها أساسية، وذلك من منظورين :

 

أولاً، المنظور الإجمالي وهو يشمل جوانب عدة مثل:

 

١. المهنية الصحفية : هل تتبع الصحيفة المعايير الأخلاقية والمهنية في تغطية الأخبار؟ هل تقدم تقارير دقيقة وموثوقة؟

 

٢. الدقة والموضوعية : هل تقوم الصحيفة بنقل الأخبار بطريقة موضوعية وبدون تحيز؟ هل تعتمد على مصادر موثوقة؟

 

٣. جودة المحتوى : هل تقدم الصحيفة محتوى متنوعًا يغطي مختلف القضايا العسكرية والاجتماعية والسياسية؟ هل يتضمن المقالات التحليلية والتقارير الاستقصائية؟

 

٤. التأثير على الرأي العام : ما مدى تأثير الصحيفة على الرأي العام وعلى تشكيل وجهات النظر في المجتمع؟ هل تسهم في توعية المواطنين وتقديم معلومات قيمة؟

 

ثانيًا، المنظور التفصيلي : 

وهي تقريبًا نفس الجوانب السابقة ولكن بمزيد من التفصيل التي تجعل منها معايير للقياس، أرى أنها أكثر تخصصية وتغطي العديد من الجوانب التي تجعل من عملية التقييم أكثر واقعية وأقرب إلى ملامسة الحقيقة، وهي:

 

١. التغطية الإعلامية للأحداث :

    أ- الدقة والموضوعية : هل تقدم الصحيفة تقارير دقيقة وموضوعية حول المعارك والأحداث الجارية؟

    ب- التحقق من المعلومات : هل تقوم الصحيفة بالتحقق من الأخبار والمعلومات من مصادر متعددة قبل نشرها؟

 

٢. دعم الروح المعنوية :

    أ- التأثير النفسي : كيف تؤثر تغطية الصحيفة على الروح المعنوية للجنود والمواطنين؟ هل تقدم تقارير ترفع من معنويات القوات المسلحة والمواطنين؟

    ب- التصدي للشائعات : هل تلعب الصحيفة دورًا فعالًا في التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة التي قد تستهدف تقويض الثقة في الجيش السوداني؟

 

٣. الشفافية والمصداقية :

    أ- الشفافية في النشر : هل توفر الصحيفة معلومات شفافة حول الأوضاع الميدانية والقرارات العسكرية؟

    ب- المصداقية : هل تُعتبر الصحيفة مصدرًا موثوقًا للمعلومات من قبل المواطنين؟

 

٤. التوازن في التغطية :

    أ- توازن المحتوى : هل توازن الصحيفة بين تغطية العمليات العسكرية وبين القضايا الإنسانية والاجتماعية الناتجة عن النزاع؟

    ب- حقوق الإنسان : هل تُغطي الصحيفة تأثير النزاع على المدنيين وتُبرز القضايا الإنسانية المتعلقة باللاجئين والنازحين؟

 

٥. التواصل مع الجمهور :

    أ- تفاعل الصحيفة مع القراء : هل تتفاعل الصحيفة مع تعليقات القراء واستفساراتهم؟ هل توفر منصات للتواصل مع الجمهور؟

    ب- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي : هل تستفيد الصحيفة من وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور أوسع ونقل المعلومات بسرعة؟

 

ختامًا :

إن الحوجة لتقييم أداء صحيفة القوات المسلحة السودانية في ظل الحرب الراهنة يأتي من الدور المتعاظم الذي يتوقع أن تلعبه جميع الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها في نشر وتوعية الشعب السوداني بالخطر المحدق بالبلاد في ظل معركة الكرامة التي التف فيها الشعب السوداني حول قواته المسلحة، وهو يتطلب قبل النظر إلى قدرتها على توفير تغطية شاملة وموثوقة، دعم الروح المعنوية، التصدي للشائعات، وتقديم معلومات شفافة ومتوازنة .