من مقولات معلمي علم البيادة و الضبط و الربط أن الأعلام (الرايات) نوعان، منزوعة و أخرى ممنوحة و قالوا في تعريفها ان الإعلام المنزوعة (منزوعة نزعان من الاستعمار ) و الممنوحة(منحوها منحان بواسطة الاستعمار ) هكذا كان تعريف هؤلاء العلماء لأنواع الإعلام و هي الرايات او البيارق التي تحمل شعارات الوحدات العسكرية و ترفرف في سماوات الفرق و المناطق العسكرية.
فالبيارق و الشعارات ليست مجرد رموز مصممة على قطعة قماش مرفوعة على سارية من الحديد او الخشب إنما هي رموز ذات دلالات مرتبطة بالشعور و الوجدان تبذل دونها المهج و الأرواح حتى تبقى هذه الرايات عالية في عزة و شموخ.
المنطقة العسكرية الغربية، القيادة الغربية، الفرقة السادسة مشاه أسماء لمسميً واحد، ذلك الأسد الرابض في البوابة الغربية للبلاد ليذود عنها و يرد عنها اعتداء المعتدين و يكسر شوكة الخونة المارقين، تلك القيادة العريقة التي يرفرف في سمائها ذلك العلم المنزوع البنفسجي اللون، لون جبل مرة الشامخ يتوسطه سيف سلاطين الفور البتّار.
ورثت الغربية أم سيف بطولات و امجاد سلاطين الفور و أشربت بسالة الله العديد من فِرق الجيش في ذلك الزمان فهي سليلة اورطة الشرقية، و اورطة الاستوائية و سواري شندي و فرقة النوبة من تلودي بالإضافة إلى فرقة الهجانة ام ريش الام الرؤوم التي أنجبت العديد من فرق ذلك الزمان َ منها اورطة الغربية. فقد كانت نواة هذه الورطة هي ١ جي بُلُك إدارة الذي تم تكوينه بالأبيض علاوة على ٢ جي و ٣ جي بلك بزيادة الذين تم تكوينها بالفاشر بعد دخول الجيش الاستعمار بقيادة هدلستون إلى الفاشر و هزيمة جيش السلطان على دينار في معركة سيلي او برنجية الأخيرة الشهيرة في عام ١٩١٦ م.
عندما نقول غربية ام سيف فإننا نذكر الصاغ سرور رستم و كل من ألم. اول النور عبد الرحمن، زين العابدين ابو قاجي الملازمين موسى الطيب و النور تيراب و عبد المجيد طه الذين كلفوا بالإشراف و تدريب جنود فرقة الغربية في بواكير تكوينها.
فرقة الغربية تعني تلك البلوكات الستة التي تم تكوينها في بداية إنشائها و التي كانت تتسلسل من ١جي بلك بيادة الي ٦جي بلك بيادة راكبة و ذاك الرعيل الأول من الضباط من أبناء المنطقة الذين تمت ترقيتهم لقيادة هذه البلوكات منهم على سبيل المثال للحصر كل م. اول صالح ابو كدوك، م. أول بلال رزق، م. اول سليمان الخليفة عبد الله، م اول حسن محمد زين، م. اول جبريل حسن متولي ، م اول الطيب الأمين يعقوب و ألم. اول عبد الرحمن حمدان فهؤلاء هم الضباط الذين أسند اليهم تكوين و قيادة بلوكات الغربية في مراحلها الأولى حتى أصبحت فرقة مكتملة الأركان بنهاية العام ١٩١٨م.
لم تكن قوات الفرقة بعد التكوين منفتحة بالفاشر فقط بل شملت مسؤوليتها كافة أرجاء دارفور، فقد كانت بالفاشر رئاسة الفرقة + البطارية + برنجي بلك بيادة راكبة + ٥جي بلك مشاه اما في كبكابية فقد انفتحت فيها قوات البلك الأول حملة ١ جي بلك (كنجي بلك). و في الجنينة انفتح ٣ جي بلك + قوات من ٦ جي بلك و في زالنجي انفتح بلتون (فصيلة ) و صنف (جماعة) فكرز من ٣ جي بلك.
عندما نذكر قوات الغربية فإنه لا بد من الإشارة إلى اعمالها الداخلية مثل إخماد ثورة الفكي السحيني في نيالا سنة ١٩٢٢ م و اخماد ثورة المهاجرين في زالنجي بعد ذلك بفترة قصيرة.
فقد كانت هذه القوات تحمل عبء حفظ الأمن في دارفور حتى عام ١٩٣٤ م حيث أدخلت البلوكات السريعة لتكون بديلا لبلوكات المشاة مما أهّلها للمشاركة في الحرب العالمية الثانية بجانب الحلفاء.
عندما نقول القيادة الغربية فإننا نذكر بسالة قواتها في الحرب العالمية الثانية فقد شاركت ضمن الفرق الأخرى في محورى شرق و شمال أفريقيا ب ٣جي بلوك سريع ، تبعه بلك البيادة الراكبة ثم اجي و ٢جي بلك و قد أظهرت هذه القوات بطولات نادرة في حرب العلمين، برقة و طرابلس في شمال أفريقيا و في حرب الطليان في شرق أفريقيا و التي تمثلت في معارك شرق السودان لمنع التوغل الطليانى في الأراضي السودانية فدارت معارك كرن و تسني و في غندر و في مصوٌع و في اسمرا أظهرت فيها بطولات نادرة مما أهلها لنيل وسام فكتوريا و هو من ارفع النياشين التي منحت في ذلك الوقت.
التاريخ لازال يذكر الشاويش باب الله بريمة الذي أوقف جحافل الطليان و هو ثابت كالطود الاشمّ في جبل مكرام حتى لقى ربه و هو ممسكاً برشاشه لم يتزحزح قيد أنملة. و من أخوته آنداك و الذين نالوا اوسمة و نياشين مختلفة منهم البتجاويش إسماعيل شقف زكريا، الجاويش أرباب عبد الرجال، الجاويش عبد الرحمن خلوصي، الجاويش الغالي بشارة و الوكيل أمباشي محمد علي الطيب الصافي.
عندما نتحدث عن الغربية لابد من ذكر الصاغ موسى سعيد قائد اول بلوك من القيادة الغربية شارك في تحييد المتمردين في أول تمرد (لأنانيا ون) في مطلع العام ١٩٥٦م و قد سطّر ذلك البلك بطولات ظلت خالدة في صفحات الزمان.
بطولات الغربية ام سيف راسخة في بحر الغزال (قرنتي) و في المنطقة الاستوائية و في أعالي النيل وفي شرق السودان في رسّاي و في ود الحليو و في همشكوريب بل حاضرة في كل بقاع السودان تذود عن حماه و تحمي ترابه.
تظل عملية أسود دارفور ١٩٩١ م واحدة من الملاحم الاسطورية حين تصدت قوات الغربية لتمرد المهندس داؤود يحي بولاد الذي خطط لنقل الصراع المسلح إلى دارفور بمساندة الحركة الشعبية. و لاتزال معارك أبِني، جبل ابو سفيفة، جبال كُلْقو، سراقو و معركة سرف القمبيل، لا تزال هذه الملاحم راسخة في الوجدان. و التي خلدتها أنشودة خوارج جو وما رجعو ** قرنق يادابو زاد وجعو و التي كتبها المقدم آنداك مهدي العبد و تغنت بها فرقة اسود دارفور الموسيقية.
و مثلما خلدت معارك أسود دارفور كذلك خلدت عمليات دخول جيش الجنرال كاكوم إلى راجا و ديم زبير و منقايات و استردادها من يد تمرد الحركة الشعبية عام ٢٠٠١م و التي بعد نهايتها تمت ترقية الجنرال كاكوم إلى رتبة اللواء و منح كل أفراده نوط الواجب كما منحت المنطقة الغربية وسام الإنجاز و نجمة الإنجاز.
هذه هي الغربية أم سيف ببطولاتها و امجادها و تاريخها الناصع تريد أن تسقط رئاستها قوات متمردة لا إرث لها ولا تاريخ!! قوات دخيلة على بلادنا لا تعرف لون بيرق الغربية و لا شعارها؛ كما أنها لم تسمع ب محمد عثمان بك اول قائد للقيادة بعد السودنة و لا أولئك الرجال الذي تقلدوا القيادة من بعده.
و أصبح حال المتمردين بعد محاولاتهم الفاشلة لدخول الفاشر كناطح صخرة كيما ليوجعها و أدمي قرنه ذلك الوعل