مشاركة
16 مقال الخميس منذ أسبوع صحيفة كرري

الرهان على المليشيا و الحرث في البحر

بقلم : عقيد الزاهر ميرغني الزاهر

الانتصارات تتوالى والأفراح تتجدد، وقواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى تُكبّد المليشيا المتمردة هزائم متتالية كل يوم وفى كل محور. ليست ولاية سنار هي الفرحة وحدها، ولا الوجهة الأخيرة، بل هي حلقة في سلسلة الانتصارات وتطهير الأماكن التى دنّستها المليشيا المتمردة. فكما فرح الشعب بتطهير قواتنا المسلحة الفتية لجبل موية من قبل، فرح كذلك بعمليات النظافة والتطهير التي تلتها، وكانت الفرحة بعودة سنجة إلى حضن الوطن لا يحدّها حدود. وقد سبقتها فرحة عارمة بتقدّم قواتنا في الخرطوم بحرى وأم درمان والخرطوم، وجاءت انتصارات الهجانة أم ريش ومتحرك «الصياد» لتزيد أفراحنا أفراحاً. أما صمود أهل فاشر السلطان وبطولات فرقتها السادسة وبواسل القوات المشتركة، فذاك حديث ذو شجون. ومثل فرحتنا بصمود أسود النيل الأزرق في قُلى وبوط، وقَدلة تماسيح النيل الأبيض في جودة وما جاورها، تأتي سطوة فرسان الشرق في الفاو، والبقية تأتي بإذن الله. هذه البطولات والانتصارات، كما تُفرح المواطنين الخُلّص، فإنها غصّة في حلوق المليشيا والمتعاونين معها، وحسرة تمزّق أحشاءهم وتملؤها أسىً و حُرقة  ورغبة في الانتقام من المواطن السوداني البريء الأعزل. فيواصلون الاعتداء عليه واستهدافه بالقذائف الفتّاكة ، لا لسبب سوى أنه قال: لا مكان للمليشيا وجناحها السياسى بيننا. لكن في كل صباح جديد، تتقدم قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرون لتطهير موقع جديد، ومع كل خطوة جديدة يوقن الشعب السوداني أن قواته المسلحة ماضية بثبات نحو تحقيق أهدافها. وفي المقابل، يتكشف للمليشيا ومناصريها أن أحلامهم وآمالهم قد باتت أدراج الرياح، وأن الهزيمة قد لاحت بوادرها، ولا نجاة حتى بالفرار من أرض المعركة. إن من يراهن على مليشيا فاسدة مفسدة، لا شك أنه يراهن على أمر خاسر؛ فهو كمن يحرث فى البحر أو في رمال الصحراء، ثم ينتظر حصادًا لن يأتي أبداً.