أصبحت حياة الترف والرفاهية إحدى الأدوات التي يستخدمها الغرب للسيطرة على الشعوب واستنزاف مواردها دون اللجوء إلى المواجهات المباشرة كما كان يحدث سابقاً. إذ يتم انتقاء أبناء البلد من النخب، وتدريبهم في جامعات الغرب على أساليب السيطرة والخداع والمكر، وتوفير حياة ترف مفرطة لهم حتى ينغمسوا في المتع الحرام ويصلوا إلى مرحلة الإدمان، مما يجعلهم بعد ذلك أدوات طيّعة تُستخدم كعملاء لخدمة مصالح الغرب في أوطانهم، في مقابل وعود زائفة بتمكينهم من السلطة. والحقيقة المؤلمة أن العميل لا يُحكم عليه إلا بالاستغلال ثم التخلّي عنه، إما بتركه يغرق في الإدمان، أو بتصفيته ليحلّ محله عميل جديد.
يتم ضم هؤلاء النخب إلى الجامعات بغض النظر عن مؤهلاتهم الأكاديمية، وتدريبهم على طرق نهب موارد بلادهم، ليستمر الغرب في تغذية رفاهية على حساب شعوب العالم الثالث. ويدرك الغرب أن استدامة هذا الترف في الدول النامية يؤدي إلى اندلاع الحروب، فيضطر المترفون إلى الهرب حيث يجدون الأمان مع أسيادهم، غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم أو عن أوطانهم، فقد أضعفهم الترف وأسكتهم الخوف.
وفي بعض الدول، يتمكّن هؤلاء من التأثير على عقول الناس لفترة طويلة إما بسبب سذاجة الشعب، أو لوجود عملاء وسطهم، أو لأن البعض يسعى وراء رضا تلك النخب، التي رغم كل التنازلات لن ترضى عنهم. كما يتم تفقير بعض الفئات ليصبحوا عبيداً لهذه النخب تحت مسمى «الوطنية»، ويُمنحون شارات وألقاباً زائفة تُغذي أوهام العزة، بينما في الواقع لا يحصلون إلا على رتب شكلية لا تغني ولا تسمن من جوع.
أما الحل، فيكمن في تحقيق توازن عادل في توزيع نسب الترف والمعاناة على جميع فئات الشعب، ليصبح الجيش ممثلاً بنسبة 33.33% من المجتمع، بحيث يكون من بين كل ثلاثة مواطنين فرد في الجيش، سواء نظامياً أو احتياطياً. فالجيش ليس كياناً غريباً أو أسطورياً؛ هو أنا وأنت، وأهلي وأهلك، وقبيلتي وقبيلتك، نجتمع كلنا في وطن يُدعى السودان.