بعد فشل مليشيا الدعم السريع فدى استلام السلطة في بلادنا ، لم تجد هذه المليشيا المتمردة وسيلة للتعامل مع الواقع إلا باللجوء إلى أسلوب جبان؛ حيث أصبح استهداف المدنيين العزل وسيلة لمحاولة الضغط على الدولة والشعب للاستسلام و تركها لتستمر فى تدمير بلادنا . في السابق، كانت حرب الألغام تُعتبر رمزاً لحرب الجبناء، حيث تعمد المقاتلون إلى زرع الألغام لتعطيل حركة اعداءهم و تكبيدهم الخسائر . ولكن فى حرب مليشيا الدعم السريع تحول الأمر إلى استهداف المبانى السكنية و تجمعات المواطنين عبر المدفعية الثقيلة والطائرات بدون طيار، مما يكشف عن استخفاف كامل بحياة المدنيين، الاعيان المدنية التى كفل القانون الدولى الانسانى حمايتهما.
تساؤل يطرح نفسه: ماذا جنى المواطن السوداني البريء لكي يصبح هدفاً لهذه المسيرات الجبانة؟ ما هى الجريمة التى ارتكتبها المواطن حتى تستهدفه هذه المليشيا بصواريخ الطائرات المسيَّرة و قذائف المدفعية الثقيلة؟ إن قتل المدنيين العزل ليس بطولة ، ولا هو انتصار عسكرى ، بل هو عمل يُظهر فشلاً ذريعاً في مواجهة القوات المسلحة السودانية الباسلة و القوات النظامية الأخرى و المستنفرين و المشتركة و جموع الشعب السودانى الذى أخذ العزم على دحرها. فالمليشيا التي فشلت فى تحقيق انتصارات عسكرية على الأرض، إختارت إلحاق الأذى بالمدنيين العزّل في محاولة يائسة لتحفيز فلولها المنهزمة و رفع معنوياتها المنهارة والتشويش على الانتصارات الباهرة التى تحققت خلال الفترة الماضية .
استهداف المدنيين فى أسواقهم و مشافيهم و فى أماكن سكنهم لهو لهو ليل قاطع يثبت ان هذه المليشيا عاجزة عن الصمود أمام الجيش السوداني، خاصة بعد الهزائم المتتالية والانتصارات التي حققها الجيش في مختلف المحاور العسكرية خلال الشهور الماضية. على الرغم من ذلك، يبدو أن المليشيا تراهن على استهداف المدنيين في محاولة لزعزعة استقرار الشعب السوداني، و وقوفه خلف قواته المسلحة، لكنها مخطئة إذا كانت تظن أن هذه الأعمال ستؤدي إلى انكسار القوات المسلحة السودانية أو أن الشعب سيتراجع عن عزيمته في الوقوف دونها، أهدافها إن كانت لها أهداف
إن استهداف المدنيين في المناطق السكنية مثل نهر النيل، شمال دارفور، وأم درمان، كررى او فى أى منطقة أخرى على امتداد بلادنا، لا يزرع إلا الإصرار في قلوبنا على مقاومة هذه المليشيا حتى الرمق الأخير، فكل قذيفة تستهدف المدنيين، وكل هجوم يستهدف الأبرياء، يرسخ في أذهان الشعب السودانى أن المعركة مع هذه المليشيا ليست معركة عسكرية فحسب، بل هي معركة من أجل كرامة الوطن وحماية المواطن و صوناً لمقدراته و تاريخه و تراثه .
أما صمت المجتمع الدولي، بمؤسساته الحقوقية والإنسانية، تجاه هذه المجازر، فهو ما يعزز من استمرار هذه المليشيا في ارتكاب جرائمها. كما أن تغاضى العالم عن هذه الانتهاكات وتجاهل ملاحقة الجهات الداعمة لهذه المليشيا، سواءً كان ذلك على مستوى الدول أو الجماعات الإقليمية، يجعلهم شركاء في الجريمة. إن الدعم اللامتناهى الذى تقدمه بعض الدول لهذه المليشيا بالعتاد الحربى و معدات القتال ، يجعل الأمر أكثر مأساوية، ويؤكد أن الأهداف التي تسعى هذه المليشيا لتحقيقها ليست محض صراع داخلي او مصالح وطنية بل هي جزء من لعبة أكبر تُحاك ضد بلدنا العزيز.
ورغم هذه التحديات، فإن الشعب السوداني سيظل ثابتاً فى مسيرته نحو النصر. إن دعم القوات المسلحة السودانية من قبل الشعب هو دعم لا يُقدر بثمن . ومن يظن أن هذا الاستهداف الجبان سيؤدى إلى تراجع الشعب السوداني عن موقفه تجاه هذه الحرب و حماية وطنه و بناء دولته لاحقاً بعيداً عن هذه المليشيا المتمردة، فإنه واهم. فالنصر قادم لا محالة، وستسقط هذه المليشيا تحت وطأة عزيمة الشعب وقوة إرادته.
و حتماً ، لن يستطيع أحد أن يفر من العقاب، سواء كان داعماً أو شريكاً في دعم هذه المليشيا المتمردة. النصر حليفنا بإذنه تعالى، والشعب السودانى ، بكل فئاته ، سيظل متماسكاً أمام هذه المحنة حتى تطهير وطنه من كل من يساند هذا الدمار و الخراب. العزة والكرامة لبلادنا و النصر المؤزر لقواتنا المسلحة و الخزى و الخزلان للمليشيا و مناصريها الجبناء