لو صمتت بنادقنا ستحاربكم حجارة الأرض ، فهذه الأرض لنا ، شوارعها تشهد أننا سرنا هنا ، أزقتها المتربة تعرف وقع أقدامانا وضحكاتنا وألعابنا عندما كنا صغاراً ، نيلها السماوي يشتاق الي مراكبنا الخشبية التي كانت تتهادي علي صفحته الهادئة والريح تملء بطون اشرعتها وتمضي بها بعيداً ، بيوتنا تعشق صوت مأذننا التي تصدح بالاذأن في الاوقات الخمسة ... كلها تعرفنا تماماً وتنكركم تماماً ... فمن أين أتيتم يا هؤلاء .. يا برابرة أخر الزمان ... سنحاربكم حتى لو بقى منا جندي واحد يحمل بندقيته بيمينه وبيده الآخرى حفنة من تراب هذا الوطن ... سنرد الصاع صاعين أو أكثر لأننا من طينة معجونة بالكرامة والشجاعة . فقديماً قيل عنا : ( إتقوا غضب أهل السودان ) ولا تمسوا نسائهم فإن فعلتم فسيأكلونكم بأسنانهم ، ولكننا لن نأكل جيفكم المتعفنة التي عافتها صقورنا ، سنترككم للأرض التي سوف تشرب ما تبقى من دمائكم و شحومكم التي نبتت من حرام ، لتعود تنتج زقوماً في براري تيهكم الابدي ...هذه الأرض التي دنستموها سنغسلها بدماء تضحياتنا. ذلك الحليم الذي قيل عنه ذات يوم في فقه الإعراب إتقي غضبه هذا هو انا سوداني يملء رئتاي عشق هذا البلد ...
اليوم جحافلنا قد ملئت عليكم الافاق وسدت عليكم الطرقات ، فاين المفر من رجل سرقتم ماله واغتصبتم حرائره وقتلو جميع ابنائه وجلدوا ظهره بسياطكم في غفلة من الزمن ، نتقدم نحوكم بجيش يسد عين الشمس الحميئة ، نزحف إليكم من كل شبر ، معفرة وجوهنا بغبار سنابك خيلنا التي تسبقنا إليكم لنثأر لكبرياء الجرح الذي يعتمل في صدورنا تجاهكم ، عربان الشتات وعربان الإمارات القميئة ، سنعيد كرامتنا ونستوي لنصلي ، ليس علي جثثكم التي لوتث عفونتها اجواء بلادنا ، ومن أسعفته قدماه اليابستين على الفرار فليفعل فلن نطارد جباناً ، بل نتركه لعقبان الصحراء فهي كفيلة باطعام فراخها زغب الحواصل من جيفكم المنتنة