الإنتصار لا يحققه إلا العظماء ..الإنتصار لا يحققه إلا كل ذو عزم أكيد ومجد تليد ..لا يحقق الإنتصار إلا من يسعى إليه بكد وجهد ويجتاز صعاب الوصول إليه ويستمر نحوه بكل جدية ..ولأننا أمة لا نرضى أن نكون في الخلف ولا نرتضي أن نكون في مؤخرة الأمم سعينا لإنتصاراتنا بجهد بنينا ..لأننا نملك الفكر والمقدرة والقدرات جلبنا إنتصاراتنا بأفكارنا وسواعدنا وعرقنا وكدنا وجهدنا ..سكبنا الدم والعرق قدمنا أرواحاً كثيرة بذلنا جهداً جباراً حتى نحقق تلك الإنتصارات ..
لن يهزمنا المرتزقة ولا معاونيهم ولن يهزمنا العالم مهما كاد لنا وضمر لنا الشر وتآمر علينا في جنح الليل البهيم ..فنحن أمة خلقنا لنرتقي سلم المجد ونصل إلى زروة علوه مهما كانت العثرات ..نجتاز كل الصعاب ونمضي .. لا نكل ولا نمل ولا نشكي إلا لله ..فمن إعتمد على نفسه بُجّل وقُدّر ومن إعتمد على غيره ذل وضل وأُهين ..ما كان لنا أن نحقق كل تلك الإنتصارات لولا توفيق الله الذي ينصر الحق ..
ولأننا على حقق أتانا ذلك التوفيق والسداد وأسكتنا كل من تفوه وأخرصنا كل من نطق ..ذهل العالم منا فوقف منبهراً بعد أن رددنا كيدهم إلى نحورهم ..
قطعنا عليهم الطريق فخاب مكرهم ..
فعسكرياً قواتنا المسلحة تمضي من نصر لآخر مكبدة المليشيا خسائراً عجز الإحصائيون عن حصرها ..فبالتأكيد هزيمة المليشيا في كل شبر تعني هزيمة الكثير من الخونة والكائدين والمريبين والمشكوك في وطنيتهم وغير الوطنيين ..فهنيئاً لقواتنا المسلحة التي تسطر تاريخاً جديداً ومجداً تليداً تتوارثه الأجيال ..
ودبلوماسياً حقق السودان نصراً ضخماً على كل العالم المتآمر بنتيجة عريضة وباهرة لا تتسع لها شاشة الآلة الحاسبة ..فهنيئاً لدوبلماسيتنا بذلك النصر العظيم الذي أصاب الماركون بالإحباط والهبوط الحاد ..فأما عن منتخبا القومي الذي مثل جيشاً بحاله فنعجز عن الحديث ونعجز عن الشكر ..هذا المنتخب يجب أن يكرم من كل أهل السودان بكل أطيافه ..وبما أننا معتادون على تحقيق الإنتصارات فنصر منتخبنا ليلة أمس يعتبر إستثنائياً نسبة للظروف التي يعلمها الجميع ..قدم فتية السودان مباراة تكتيكية من الدرجة الأولى أبهرت المحلليين الرياضيين ..فكان حارس العرين كالديدبان الذي لا يغفل ولا يزور النعاس عينيه حتى ولو كان مجهد متعب ..وكانت دفاعاتنا كدفاع المدرعات والفاشر وبابنوسة عز على الخصم إختراقها وأوقعوه في مصائد التسلل كما أوقع أبطال الكدرو المليشيا في العديد من الكمائن وألحقوا بهم الأذى الجسيم والمرض السقيم والأذى الأليم .. وصدوا كل الهجمات التي إتجهت نحو مرمانا كما يصد أبطالنا في القيادة والإشارة هجمات المرتزقة بكل إقتدار ..أما وسطنا فقد كان مثل جيشنا في سنار وكوستي والمناقل والجزيرة الذي صال وجال وكر على مليشيا الدعم السريع فكبدها من الخسائر ما لم تتكبده من قبل حتى فتك بها وجعلها تفر من أمامه كما يفر المرء من وحش مفترس ..فكان رابطاً قوياً بين هجومنا ودفاعنا وسير المباراة كما يتشتهي حتى وصل بها إلى النتيجة المبتغاة .. وفعل ذلك كما فتحت جيوشنا طريقاً يربط بين وسط السودان وبقية المناطق ..أما هجومنا فيذكر بهجمات جيش أمدر الابية وبحري العصية وكرري الفتية على الخونة والمرتزقة وطردهم ودحرهم من عديد المناطق كل في قطاع مسئوليتها ..فكان هجومنا ضارياً كاد أن يفتك برمى الخصم مرات عديدة ..فجعلوا الخصم يركن في ملعبه مدافعاً غير منافحاً ومكافحاً غير مهاجماً في معظم أوقات اللقاء ..وفي السيطرة ظهر جهازاً فنياً يمسك بزمام الإمور بكل إقتدار وسيطر على اللعبة كما يجب وسطر ملحمة لا تقل عن ما يسطره عسكريينا وساستنا العظماء الأماجد ..فهنيئاً لنا بتلك الدكة الفنية القديرة والمقتدرة ..ولا ننسى جمهورنا في دولة ليبيا الذي كان كما المقاومة الشعبية التي تسند قواتنا المسلحة ..فما بخلوا بالتشجيع الداوي قبل وأثناء وبعد المباراة ..فكان حناجرهم تمثل دافعاً وتعطي حماساً لأبطالنا في ميدان المباراة ..وتصفيق أيديهم كان كما التدوين المدفعي والقصف الجوي الذي يخيف الأعداء ويثبط هممهم ويكسر عزمهم ..فشكراً جيشنا وشكراً قادتنا وساستنا وشكراً لمنتخبنا ورياضيينا وأخيراً وليس آخر شكراً لسوداننا الذي يعطينا العزة والفخر ..(لا يليق بالصقور سوى التحليق عالياً مرفرة بأجنحة المجد) (نصر من الله وفتح قريب)