للإعلام دور مهم في دعم معركة الكرامة وإسنادها وتوجيه المعركة ورفع الروح المعنوية لجيشنا الباسل وكل من قاتل معه مع خفض الروح المعنوية للعدو وممارسة الحرب النفسية تجاههم . إنبرى لهذا الأمر نفر كريم من أبناء هذا الشعب عبر القنوات الرسمية والشق الأكبر منهم سخر منصاته الشخصية في الميديا دعماً للمعركة فجزاهم الله خير الجزاء .للأسف في الفترة الأخيرة بدأت مظاهر الإعلام السالب تطفو على السطح وكلها ضار ويؤثر سلباً على المعركة وسيرها ونتناولها في رسالتين بهذا المقال نوجهها للبعض عسى أن تجد عندهم آذان صاغية .أولها تلاحظ حملات التجريم وقد يصل بعضها للتخوين والتعليق و(التنظير) من بعض الإعلاميين بخصوص ما يجري وما يجب فعله فتجد أحدهم قد نصب نفسه قائداً للقوات البرية فتجد محتواه كالآتي ( لماذا لم يتقدم المحور الفلاني ، القائد الفلاني فشل في قيادة المحور الفلاني ، ماذا لو هاجم هولاء ودافع أولئك ، وتفاصيل أخرى دقيقة يتناولها بدافع العجلة والعاطفة) ، يا أيها المتعجل أعلم أن لكل معركة ظروفها وتعقيداتها وأي عمل عسكري تسبقه خطة وتشاور وسد ثغرات ومعالجة مشاكل عملياتية وإدارية ويتشكل ذلك من عدة عناصر بشرية كل واحد منهم بتكليفه ومهامه فكيف تختزل أدوار كل هؤلاء لتضعهم في خانة الخطأ وأنت في الصواب؟؟؟
العسكرية علم يدرس مثلها وبقية العلوم يتشرب فيها القائد في مختلف المراحل بعلوم الحرب نظرياً وتطبيقاً يضاف إليها عصارة التجارب وطول الفترة الزمنية التي يقضيها والتي تتسم بالإستمرارية خلاف بقية الوظائف والمهن لذلك من الصعوبة أن تقرر بين اللحظة والحين أن تكون قائداً عسكرياً ترى ما لا يراه القادة الفعليين وتتحدث عن موقف ماثل بينك وبينه مئات الأميال في الطبيعة وأكثر منها فكراً وعقلاً ودراية وممارسة فما علاقتك بالقيادة ومعرفتك وخبرتك فيها ؟؟؟ كم مرة هاجمت لتقرر كيف يهاجم الجيش ، كم من سني عمرك قضيتها مدافعاً لتعرف معنى الدفاع وكيفيته وشروطه والغرض منه ؟؟؟
هل يعقل أن يصحو أي منا نحن العوام ويمسك هاتفه ليتحدث حديث العالم عن الفيزياء النووية والتفاعلات التي تحدث داخل النواة ؟ ثم يتحدث عن الميتافيزيقيا متمثلة في علم ما وراء الطبيعة وفلسفتها ثم يتحول للحديث عن علم الانثروبولوجيا الجنائي؟ ما ذكر أعلاه مشابه لتناول الناشطين واللايفاتية للشئون العسكرية مما يجعلهم موضع سخرية لأصحاب الشأن .أيضاً يجب أن يعلم الجميع أن لكل عمل عسكري خطة لا تعني أحد خلاف المعنيين بتنفيذها فقد رأينا إرتفاع الأصوات التي تطرح الأسئلة كيف ولماذا وتريد تفصيلاً لكل الأمور وأحياناً تطالب بظهور الناطق الرسمي للقوات المسلحة لتبيين أشياء لا تعنيهم بشئ جاهلين مبدأ القوات المسلحة (المعرفة على قدر الحاجة) فنتمنى ونطمح لمعرفة الحدود وارتفاع درجة الوعي للجميع .ثانياً للآلة الإعلامية إن لم يحسن إستخدامها ضررها الكبير خصوصاً في إستعجال البعض نقل تحركات القوات المسلحة في الفضاء الإسفيري ، أمن العمليات وأمن التحركات من أهم مبادئ الأمن الحربي ولا بد لكل إعلامي تمييز ذلك ، قد ترسل رسالة عفوياً لكن العَدو يفكر ويخطط ويحلل ويمكنه الإستفادة من أي مادة ( فيديو ، تسجيل صوتي ، صورة ، تحليل ، خبر) ، يجب مراعاة ذلك خصوصاً عقب العمليات العسكرية التي تنتهي بإستلام وتطهير مواقع جديدة وتجنب النسخ واللصق والنقل والسبق الصحفي بغية الحصول على متابعين ( سبب تافه وضرر كبير ). عموماً الحديث في هذا الأمر يطول وبه وقفات حتى ينجلي هذا الأمر بنصر نتعجب له جميعاً ولنا عودة .رحم الله الشهداء.. شفى الجرحى.. رد المفقودين العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة الباسلة .