مشاركة
27 ملامح وطن منذ شهر صحيفة كرري

نحن قوات مسلحة يا أمي

بقلم : أمير جبريل

هذا ليس شيئ من الخيال يصلح أن يكون عمل سينمائى يحكى عن بطولات واستبسال وجسارة ويقين وقناعة وثبات سيتحدث عنه التاريخ قريبا وستدرس لأبناءالشعب السودانى كأحد أهم الملاحم في تاريخ السودان ، هنا نلاحظ الأبطال عندما يدخلون منطقة جديدة ويطهرونها من دنس المليشيا ، تجد أُناس يتبادر لذهنك في الوهلة الأولى بأن أخاهم  قد عاد لمنزله من أرض المعركة

مهلاًً... عزيزى فهم إخوتهم في الوطن... دخلوها فاتحين ومحررين لأرضهم من دنس الغزاة  ، ينتهى كل الجدال... وصوت الشعب وصوت الأطفال وصوت النساء ونوبة البكاء الهستيرية... فرحاً بوصول ( ستّارين العروض) ،  تنهمر الدموع وتعلو أصوات الصراخ كأنهم يرون حلماً كانوا قد يأسوا منه شهوراً قد مرت عليهم كالدهور  ، وذاك الذى يخرج تسبق أقدامه أياديه في ستر نفسه وتلك الطفلة التي تقف وتغمرها الطمأنينة دون خوف ويحملها المقاتل على كتفه... جنباً إلى جنب بندقيتة ، فرغم طفولتها... إلا أنها تستطيع التمييز بين بندقية الأمن والأمان وبندقية اللصوص والإرهاب  ويسألونها عن إسمها.... فتعرفهم به ... ويعرفون أنفسهم بأنهم (نحن ناس الجيش)  مسقطاً ذلك المقاتل الأسماء والرتب والألقاب ، ويدخلون كل دار ويسلموا على أهلها وكأنما هى دارهم ، تلك هى عاداتنا في المحافل والأعياد وذاك الذي يبشرهم بالقدوم ( نحن الجيش )... ( نحن قوات مسلحة يا أمى ) ويطلبون منها زغرودة النصر ..

فتعقد لسانها وتطلق الصراخ بدلاً عنه ..

وتقابله بالعتاب والشكوى وتصرخ باكية ( نحن تعبنا تعبنا... والله نحن تعبنا ) وتلك المسنة التي كأنها لم تصدق ما أبصرته عيناها فتخور قواها ، وتتكئ على الحائط وتتلمس رأس الجندي حتى تتحقق من صدق ما رأته عيناها بأن هذا حقيقي  فدع عنك كل المونتاج والتحضير وما يثار عن الذكاء الاصطناعي فهي دقائق معدودة أسقطت جميع التفسيرات  والتصنيفات إنه الجيش السوداني ، فالجيش مؤسسة وكل قائد هو مشروع شهيد عندما يستشهد يحل مكانه قائد أخر فإما الكرامة أو الإستشهاد